انطلقت اليوم أعمال مؤتمر شبكة كليات السياسات والإدارة والشؤون العامة (NASPAA) الإقليمي 2025، الذي تستضيفه كلية كابسارك للسياسات العامة، بمشاركة نخبة من الأكاديميين وصنّاع السياسات والخبراء من مختلف أنحاء العالم، وذلك في أول انعقاد إقليمي للمؤتمر في المملكة العربية السعودية.
ويُشكّل المؤتمر منصة أكاديمية رفيعة المستوى لمناقشة مستقبل السياسات العامة والتعليم الأكاديمي، واستكشاف سبل تنمية القدرات البشرية، وتعزيز الاستدامة، ومواكبة التطورات المتسارعة في مجالات الإدارة وصنع القرار، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.
ويؤكد انعقاد المؤتمر في الرياض المكانة المتقدمة التي ترسّخها المملكة على الساحة الإقليمية في مجالات الفكر والسياسات العامة، ويُبرز أهمية التعاون الإقليمي والدولي في تطوير برامج التعليم الأكاديمي والممارسات المؤسسية، بما يعزز كفاءة الكوادر الوطنية ويرتقي بجودة المخرجات العلمية والبحثية.
ويتضمن جدول أعمال المؤتمر تنظيم عدد من الجلسات والندوات الحوارية، بمشاركة متحدثين من أكثر من 24 دولة، لمناقشة أبرز التحديات والفرص في مجالات الحوكمة، والسياسات التقنية، والاستدامة، والاقتصاد، وبناء القدرات. وتستعرض الجلسات تجارب عالمية في تدريس السياسات العامة، مع التركيز على دور التحول الرقمي والتقنيات الناشئة في تحسين الأداء المؤسسي وتطوير آليات صنع القرار.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار رئيس مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كبسارك) الأستاذ فهد العجلان إلى الدور المحوري للمؤتمر وأهميته في صياغة نموذج عالمي جديد للخدمة العامة، قائلاً: "لنجعل من هذا المؤتمر منصة لتحدي الأفكار التقليدية، وإبراز الأصوات الجديدة، وبناء نموذج رائد وملهم للخدمة العامة، يقوم على الأخلاق والتعاون، ويركّز قبل كل شيء على تحقيق النتائج."
وبهذه المناسبة، صرّحت الدكتورة غادة العريفي، عميدة كلية كابسارك للسياسات العامة: "يعكس النجاح البارز لليوم الأول من مؤتمر NASPAA الإقليمي 2025 الدور الحيوي الذي يؤديه الحوار الأكاديمي والتعاون الدولي في تطوير تعليم السياسات العامة. لقد وفّر المؤتمر منصة فريدة لعرض الأبحاث الرائدة وتبادل الحلول المبتكرة، بما يسهم في إعداد قادة المستقبل بمهارات أكاديمية وعملية متقدمة."
وأضافت: "يمثل هذا الحدث فرصة غير مسبوقة لتعزيز التفاعل بين الأكاديميين وصنّاع القرار، وفتح آفاق جديدة للتعاون في تطوير السياسات العامة بما يتوافق مع الاتجاهات العالمية وأولويات التنمية المحلية."
من جهته، أعرب الدكتور محمد القادري، رئيس شبكة كليات السياسات العامة والشؤون والإدارة العامة (NASPAA)، عن تقديره لاستضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر هذا العام. وأشاد بالنجاح الباهر الذي يحققه الحدث، مؤكدًا أهمية الشراكة المستمرة بين NASPAA وكلية السياسات العامة في مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية.
وأعرب الدكتور القادري عن التزامه بتعزيز هذا التعاون، مدركًا دوره المحوري في تطوير قطاع تعليم السياسات العامة في المنطقة، ومعبّرًا عن أمله في أن يكون لـ NASPAA حضور أقوى في المستقبل بوصفه موردًا وشريكًا داعمًا لبرامج السياسات العامة، والشؤون العامة، والإدارة العامة في المملكة العربية السعودية، إذ تُعِدّ هذه البرامج الكفاءات الحالية والمستقبلية في القطاعين العام وغير الربحي بمهارات نوعيّة لمواجهة التحديات المتزايدة في بيئة السياسات العالمية.
وتعد شبكة كليات السياسة العامة والشؤون العامة والإدارة (NASPAA)، المرجع العالمي في تعليم السياسات العامة. وهي جمعية غير ربحية، تضم ما يزيد عن 300 مؤسسة أكاديمية في أكثر من 30 دول، وتمنح درجات علمية في مجالات الإدارة العامة، والسياسات العامة، والشؤون العامة، المنظمات غير الربحية، إلى جانب التخصصات ذات الصلة. وتُعد NASPAA الهيئة العالمية المعترف بها لاعتماد برامج الماجستير في هذه المجالات عالميًا، وهذا بدوره يعزز معايير التعليم الأكاديمي، ويسهم في تطوير قادة المستقبل في مجال الخدمة العامة.
جدير بالذكر أن كلية كابسارك للسياسات العامة، التابعة لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، تأسست رسميًا بناءً على موافقة مجلس الوزراء بتاريخ 10/8/1445هـ. وتهدف الكلية إلى تمكين الجيل القادم من القادة والمتخصصين وإعدادهم محليًا وعالميًا لصنع قرارات واعية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. وتتميز كلية كابسارك للسياسات العامة ببرامجها الأكاديمية الفريدة التي تُعنى بإعداد الجيل القادم من قادة الغد وتزويدهم بالمعرفة وصقلهم بالمهارات اللازمة لإحداث تأثير مستدام، وهذا يمهد الطريق لتكون أول مؤسسة في المملكة العربية السعودية تُعنى بالدراسات العليا والتعليم التنفيذي في مجال السياسات العامة.