جاء في مؤشر سيسكو للجاهزية للأمن السيبراني لعام 2025، أن 25٪ من المؤسسات في المملكة العربية السعودية حققت مستوى "ناضج" أو "متقدم" في الجاهزية لمواجهة تهديدات الأمن السيبراني الحالية بفعالية عالية. ويمثل هذا تحسناً طفيفاً مقارنةً بنتائج مؤشر العام الماضي، ومع ذلك، فهناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة مسألة الجهوزية للأمن السيبراني، إذ أن الاتصال المفرط والذكاء الاصطناعي يفرضان تعقيدات جديدة على العاملين في مجال الأمن.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورةً في مجال الأمن إلا أنه أيضاً يرفع مستويات التهديد، حيث واجهت 91% من المؤسسات في المملكة حوادث مرتبطة بالذكاء الاصطناعي في العام الماضي. ومع ذلك، يثق 61% فقط من المشاركين في استطلاع الرأي الذي يستند إليه التقرير بأن موظفيهم يدركون تماماً تهديدات الأمن السيبراني المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، كما أن 51% فقط يرون بأن موظفيهم يدركون تماماً كيف يستخدم المهاجمون الذكاء الاصطناعي لشن هجمات متطورة. وهذه الفجوة في الوعي تُعرّض المؤسسات لمخاطر بالغة.
ويساهم الذكاء الاصطناعي في تفاقم مشهد التهديدات الصعبة أصلاً. ففي العام الماضي، تعرّضت أكثر من نصف (52%) المؤسسات لهجمات سيبرانية، أعاقتها أطر أمنية معقدة وحلول نقطية منعزلة. وتشمل الأنواع الثلاثة الرئيسية لحوادث الأمن السيبراني البرمجيات الخبيثة (76%)، وهجمات التصيد الاحتيالي (62%)، واختراقات البيانات من قِبل جهات خبيثة (45%). وأشار 39% من المشاركين في استطلاع الرأي إلى أن هجمات برامج الفدية هي أكثر الهجمات انتشاراً.
وتعليقاً على نتائج التقرير، قال سلمان فقيه، المدير التنفيذي لشركة سيسكو السعودية: "بات مشهد تهديدات الأمن السيبراني في الوقت الراهن أكثر ديناميكية وتعقيداً من أي وقت مضى، حيث يشن المجرمون الإلكترونيون هجمات متطورة جداً ضد الشركات. ومع مضي المملكة قدماً في تسريع تحولها الرقمي وتبني تقنيات متقدمة في مختلف القطاعات، أصبحت الحاجة إلى تدابير أمن سيبراني أكثر صرامة واستباقية وقائمة على الذكاء الاصطناعي أكثر إلحاحاً من ذي قبل. وتلتزم سيسكو بدعم رؤية المملكة من خلال مساعدة المؤسسات على تعزيز مرونتها الرقمية وحمايتها من التهديدات الناشئة. وتبقى الجهوزية الأساس الحاسم والعامل الأهم في مواجهة جميع السيناريوهات".
هذا ويقوم المؤشر بتقييم جاهزية الشركات عبر خمس ركائز رئيسية هي: ذكاء الهوية، ومرونة الشبكة، وجدارة الآلة، وتعزيز السحابة، وتحصين الذكاء الاصطناعي، تتكون بدورها من 31 حلاً وقدرة. ويستند هذا التقرير إلى استطلاع رأي مزدوج التعمية شمل أكثر من 8000 من قادة الأعمال والأمن في القطاع الخاص عبر 30 سوقاً عالمياً، بما في ذلك 200 شخص في المملكة العربية السعودية. وقام المشاركون في استطلاع الرأي بتفصيل مراحل تطبيق كل حل، وتم بعد ذلك تصنيف الشركات إلى أربع مستويات جهوزية، هي: مبتدئة، وتكوينية، ومتقدمة، وناضجة.
نتائج التقرير
لا يزال مستوى الجاهزية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية منخفضاً بشكل مثير للقلق، لا سيما وأن 75% من المشاركين يتوقعون حدوث اضطرابات في الأعمال نتيجةً للحوادث السيبرانية التي قد يتعرضون لها خلال الأشهر الـ 12 إلى 24 المقبلة.
وللتغلب على تحديات مشهد التهديدات الذي نعيشه اليوم، ينبغي على الشركات في المملكة العربية السعودية الاستثمار في حلول تستند إلى الذكاء الاصطناعي، وتبسيط البنى التحتية الأمنية، وتعزيز الوعي بتهديدات الذكاء الاصطناعي. ويُعدّ إعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات والاستجابة لها والتعافي منها أمراً بالغ الأهمية، فضلاً عن معالجة النقص في الكفاءات والحد من مخاطر الأجهزة غير المُدارة والذكاء الاصطناعي غير المُدار.