في ظل تصاعد حالة التقلب في الاقتصاد العالمي، دعت شركة «سانت جيمس بليس» (St. James’s Place) المستثمرين إلى التمسك بالأساسيات طويلة الأجل وتبني استراتيجيات استثمارية متنوعة لمواجهة هذه المرحلة المضطربة. وتختص الشركة، المدرجة على «مؤشر فوتسي»، في الاستشارات المالية وإدارة الثروة، وتقدم خدماتها لأكثر من مليون عميل وتدير أصولاً تتجاوز 245 مليار دولار.
جاء ذلك خلال مؤتمر التوقعات الاقتصادية العالمية 2025 الذي نظمته الشركة في دبي، بمشاركة معهد بلاك روك للاستثمار (BII) ووحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة للإيكونوميست (EIU)، حيث قدّم الخبراء رؤى دقيقة وواقعية لمستقبل الاقتصاد العالمي.
تشير أحدث بيانات وحدة الاستخبارات الاقتصادية إلى تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 1.9% فقط في عام 2025، مع توقعات بدخول الولايات المتحدة في ركود طفيف، واستمرار ضعف الزخم الاقتصادي في أوروبا. ويظل الغموض في السياسات الاقتصادية قائماً، مدفوعاً بتزايد الانقسامات الجيوسياسية، والتقلبات في السياسات المالية والنقدية، وتصاعد التوترات التجارية. وفي الوقت ذاته، لا تزال معدلات التضخم مرتفعة، فيما يُتوقع أن يتراجع الدولار الأمريكي خلال الفترة 2025–2026، منهياً بذلك دورة ارتفاع استمرت لعقد كامل، مما يمهد لتحولات في تدفقات رؤوس الأموال وتقييمات الأصول.
ومع ذلك، فإن الصورة ليست قاتمة بالكامل. فعلى الرغم من الضبابية التي تكتنف المشهد العالمي، يبرز الشرق الأوسط كمنطقة تتسم بقدر ملحوظ من الصمود. وتشير التقديرات إلى أن دول الخليج ستحقق نمواً مستقراً، مدعوماً بصلابة الأوضاع المالية العامة، ومراكز خارجية قوية، وأجندات إصلاح طموحة. وتعمل الحكومات في المنطقة على تسريع جهود التنويع الاقتصادي، مع ضخ استثمارات في البنية التحتية الرقمية، والصناعات التكنولوجية، والقطاعات ذات القيمة المضافة العالية. وتُواصل الإصلاحات الهيكلية تحسين مناخ الأعمال والاستثمار، مما يعزز من جاذبية المنطقة لرؤوس الأموال الأجنبية.
وقد احتلت دولة الإمارات المرتبة الخامسة عشرة عالمياً في مؤشر بيئة الأعمال الصادر عن شبكة EICN، وهو التصنيف الأعلى على مستوى الشرق الأوسط. وتشير البيانات إلى أن التحسن في هذا النوع من المؤشرات غالباً ما يتبعه نمو مستدام في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة في مستويات الاستثمار وتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وبفضل توسع الاتفاقيات التجارية والاستثمارية الدولية، إلى جانب التركيبة السكانية الشابة والمتنامية، فإن المنطقة تمتلك مقومات قوية لجذب رؤوس الأموال طويلة الأجل.
وقالت أنجلينا لاي، الرئيسة التنفيذية للاستثمار لمنطقتي آسيا والشرق الأوسط في «سانت جيمس بليس»: "لم يعد الشرق الأوسط مجرد خيار لتنويع المحافظ الاستثمارية، بل أصبح يمتلك مقومات تؤهله ليكون وجهة استثمارية محورية. فبالنسبة للمستثمرين الساعين للنمو والاستقرار والتحول الهيكلي، توفر المنطقة فرصاً مغرية لا يمكن تجاهلها".
وفي ما يخص مشهد الاستثمار العالمي، ترى «سانت جيمس بليس» أن المرحلة الحالية من التقلب ستكافئ المستثمرين الذين يتحلون بالصبر والمعرفة والانضباط.
وقال جاستن أونيوكوسي، الرئيس التنفيذي للاستثمار في «سانت جيمس بليس»: "يواجه المستثمرون اليوم واحداً من أكثر البيئات الاقتصادية تعقيداً منذ عقود. فالتقلبات في السياسات، والانقسامات الجيوسياسية، وأنماط النمو المتغيرة تعيد رسم ملامح الاستثمار". وأضاف: "في مثل هذا السياق، فإن النجاح الاستثماري يتطلب التمسك بالأساسيات، والتحلي بالانضباط، والصمود على المدى الطويل. النصيحة الجيدة لم تكن يوماً أكثر أهمية من الآن. لكل مستثمر أهدافه الفريدة، وأفقه الزمني، وتفضيلاته الخاصة، وكلها تتطلب استراتيجيات مدارة بنشاط ومخصصة بعناية، لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة".
-انتهى-